يتوجب على الأم الحامل أن لا تنسى بأن صحة وحياة أحب وأعز الناس على قلبها مقرونة بتصرفاتها, والعادات التي تتبعها, وتجنب الإقدام على بعض المخاطر التي ستضر بصحة جنينها أولاً قبل أن تلحق الضرر بصحتها, وتزداد المسؤولية على المرأة الحامل المصابة بمرض معين, والتي يجب أن تراعي صحتها وحالتها أكثر بكثير من الأم التي تتمتع بصحة جيدة.
فمثلاً على الأم الحامل المصابة بالربو أن تبتعد كل البعد عن أي محرضات لأزمات الربو, كالغبار وقمل الغبار, والعفونة, والحيوانات الأليفة, وغبار الطلع, ودخان السجائر, وأي مسببات يمكن أن تؤدي لحدوث الحساسية كمواد التنظيف والصابون المعطر, لأن مرض الربو غير المسيطر عليه سيتسبب بمشاكل عدة للمواليد الجدد.
وفي الحالات الحادة عندما لا تستطيع معها الأم الحامل المصابة بالربو أن تحصل على كفايتها من الأوكسجين, يمكن أن يؤدي ذلك إلى وفاة الطفل, وفي حالات أخرى يمكن أن يتسبب انخفاض الأوكسجين هذا إلى خلل في نمو الجنين وهو داخل رحم أمه.
وإن حوالي 7% من الأمهات الحوامل المصابات بالربو يتعرض بشكل أكبر إلى الإصابة بتعقيدات الحمل, الأمر الذي يؤدي إلى اللجوء للولادة المبكرة أو إجراء عملية ولادة قيصرية.
علماً أن مرض الربو يمكن أن يتحسن أو يسوء أثناء الحمل أو يبقى كما هو, وغالباً ما تسوء حالة الربو في الفترة الثانية والثالثة من الحمل, وبعض الحوامل يواجهن أعراض أقل في الأسابيع الأربعة الأخيرة التي تسبق الولادة, ولا يزال الأطباء غير متأكدين من سبب تفاوت أعراض الربو أثناء الحمل, وهم يرجحون أن السبب يرجع إلى حدوث تغيرات في هرمونات المرأة أثناء فترة الحمل.
وقد تبالغ بعض الأمهات في حماية أطفالهن وذلك من خلال الامتناع عن تناول أدوية الربو, ولكن مثل هذا التصرف ليس بالأمر الجيد بالنسبة للأم وللجنين على حد سواء وهو ضار لكليهما, لأن استنشاق الحامل لدواء الربو لا يؤثر على الجنين في الرحم, كما أن العديد من أدوية الحساسية والربو آمنة أثناء فترة الحمل, لهذا لا خوف من تناول هذه الأدوية, والأفضل أن يتم ذلك مع إشراف طبي من أجل أن تطمئن الأم بشكل أكبر.